2025/05/07

يعد هذا التقرير نتاجًا لدراسة تحليلية شاملة أجرتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) بالتعاون مع شركة بوسطن الاستشارية (BCG) ومعهد INSEAD في عام 2025. هدفت الدراسة إلى تقييم مدى اعتماد الشركات عالميًّا على تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، وتحديد العوامل المؤثرة في هذا الاعتماد عبر قطاعات اقتصادية مختلفة وبحسب حجم الشركات. شملت الدراسة بيانات من مصادر متنوعة، بما في ذلك البيانات الداخلية للشركات والعملاء ومزودي البيانات الخاصين، والقطاع العام، بالإضافة إلى المؤسسات البحثية.

أهداف الدراسة

ركزت الدراسة على الأهداف التالية:

1.   قياس نسبة الشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في عملياتها.

2.   تحليل الفروق بين القطاعات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) والتصنيع (MFT) وبحسب حجم الشركات (صغيرة: 50-249 موظف، كبيرة: 250+ موظف).

3.   تقييم فعالية الذكاء الاصطناعي في دعم اتخاذ القرار وتحسين الكفاءة التشغيلية.

المنهجية

استندت الدراسة إلى استبيانات ميدانية تم جمعها من شركات في عدة دول (مثل فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة)، مع التركيز على:

  • مصادر البيانات: الداخلية (من العمليات والموظفين)، والخارجية (العملاء، مزودو البيانات، القطاع العام).
  • مؤشرات الأداء: مثل (مفيدة جدًّا)، (مفيدة)، (مفيدة بشكل معتدل)، و(غير مفيدة).
  • تحليل إحصائي: باستخدام نماذج رياضية لقياس العلاقة بين حجم الشركة والعمر والاعتماد على الذكاء الاصطناعي.

النتائج الرئيسية

1.   تفاوت معدلات الاعتماد حسب الدولة والقطاع

  • فرنسا: 70% من الشركات الصغيرة في قطاع التصنيع تعتمد على الذكاء الاصطناعي. كما بلغت النسبة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في الشركات الكبيرة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي 86.7%.
  • ألمانيا: 80% من الشركات الصغيرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بينما سجلت الشركات الكبرى في التصنيع 73.3% في مؤشر (مفيدة جدًّا).
  • اليابان: 93.3% من الشركات الصغيرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات رأت أن الذكاء الاصطناعي (مفيد جدًّا)، بينما بلغت نسبة الاعتماد في الشركات الكبرى في التصنيع 80%.

2.   تأثير حجم الشركة

أظهرت الشركات الكبرى (250+ موظف) معدلات اعتماد أعلى من الشركات الصغيرة، خاصة في قطاعات مثل التصنيع وتكنولوجيا المعلومات. على سبيل المثال، في إيطاليا، 90% من الشركات الكبرى في قطاع التصنيع اعتبرت الذكاء الاصطناعي (مفيدًا جدًّا)، مقابل 76.7% في الشركات الصغيرة.

3.   الفروق بين القطاعات

  • كان قطاع تكنولوجيا المعلومات (ICT) الأكثر اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي مقارنة بالقطاعات الأخرى، حيث بلغت النسبة في فرنسا للشركات الكبرى 86.7%.
  • سجل قطاع التصنيع (MFT) تفاوتًا أقل في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، مع تركيز أكبر على تطبيقات مثل تحليل البيانات وإدارة المخزون.

التحديات والفرص

التحديات:

  • نقص الكوادر المدربة على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
  • التحديات التنظيمية والقانونية المتعلقة بحماية البيانات واستخدامها.

الفرص:

  • تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف.
  • تعزيز الابتكار من خلال تحليل البيانات الضخمة.

التوصيات

1.   تعزيز البنية التحتية الرقمية خاصة في الدول النامية لدعم اعتماد الذكاء الاصطناعي.

2.   تطوير سياسات قانونية مرنة لضمان حماية البيانات مع تشجيع الابتكار.

3.   تدريب القوى العاملة على المهارات التقنية الحديثة لسد الفجوة بين السوق والتقنيات المتقدمة.

خاتمة

يشير التقرير إلى كون الذكاء الاصطناعي محركًا رئيسيًّا للتحول الرقمي في الشركات العالمية. ويُلاحظ أن هناك اختلافًا واضحًا في معدلات الاعتماد على هذه التقنيات حسب الدولة، والقطاع، وحجم الشركة. تتطلب المرحلة المقبلة تعاونًا بين الحكومات والقطاع الخاص لخلق بيئة قانونية واقتصادية داعمة لهذا التحول، مع ضمان الشفافية والمسؤولية في استخدام التقنيات الحديثة.