10 مهارات ريادية ينبغي على الادارات القانونية إتقانها
2025/05/07

يشهد دور المحامي الداخلي تحوّلًا جذريًا من مجرد مستشار قانوني إلى شريك استراتيجي في صناعة القرار داخل المؤسسة. ولم تعد المهارات القانونية وحدها كافية للنجاح في هذا الدور، بل بات من الضروري إتقان مجموعة من المهارات التجارية الأساسية التي تعزز القيمة المضافة للدور القانوني. يعرض هذا المقال 10 مهارات رئيسية يجب على المحامين الداخليين إتقانها لضمان فاعليتهم ومكانتهم في بيئة الأعمال الحديثة.

1. التمكن من المفاهيم المالية:

تعد الكفاءة في المفاهيم المالية نقطة الانطلاق الأساسية للمحامي الداخلي. ففهم لغة الأعمال يبدأ بإدراك جوهر الأرقام، دون الحاجة إلى الحصول على درجة أكاديمية في المحاسبة أو المالية. من الضروري الإلمام بالمفاهيم المحاسبية الجوهرية، مثل قراءة ميزانية الدخل والمصروفات، وتحليل مخطط التدفقات النقدية، وفهم عناصر الميزانية العامة، بالإضافة إلى استيعاب مؤشرات مثل الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EBITDA)، والقيمة الحالية الصافية .(NPV) ويُستحسن للمحامي الداخلي الاستعانة بالمواد التعليمية التفاعلية، والعمل بالتعاون مع الزملاء في القسم المالي لتفسير الجوانب المعقدة.

2. إتقان مهارات التفاوض:

يُعتبر التفاوض مهارة مكتسبة لا فطرية، ويتعين على المحامي الداخلي أن يطورها باستمرار. ومن الركائز الأساسية في التفاوض الفعال ضرورة ضمان تحقيق نتائج متوازنة لجميع الأطراف، مع إعداد وثيقة مرجعية تحدد الحدود الدنيا والقصوى لمجالات التنازل، وربط كل موقف تفاوضي بتبرير منطقي واضح. كما ينبغي التأكيد على أن الاتفاق لا يعد ملزمًا إلى أن تُحسم جميع النقاط موضوع التفاوض.

3. الصياغة المهنية في السياق التجاري:

يتوجب على المحامين الداخليين تكييف أسلوب الصياغة ليناسب جمهور الأعمال، عبر التخلي عن النمط القانوني التقليدي. يجب أن تتصدر التوصية أو الخلاصة النص، مع تجنب المصطلحات القانونية المعقدة أو العبارات اللاتينية. ويُفضل اعتماد لغة مبسطة واضحة، مع تقديم خيارات عملية وحلول قابلة للتنفيذ، مدعومة بتوصية مهنية مبنية على التحليل القانوني والسياق التجاري.

4. التفويض بوصفه أداة تمكين:

يعني التفويض الفعال تمكين الآخرين من تنفيذ المهام بكفاءة، وليس مجرد نقل الأعباء. ويستدعي هذا النهج اختيار المهام المناسبة للتفويض، وتدريب المنفذين على التفاصيل الجوهرية، ثم مراجعة النتائج وتقديم مراجعات بنّاءة. من الضروري كذلك القبول بطرق تنفيذ مختلفة طالما تحقق الهدف المنشود، مما يعزز من ثقافة الأداء القائم على النتائج لا الشكل.

5 الاندماج مع التكنولوجيا القانونية:

لا بد من توظيف أدوات التكنولوجيا الحديثة لرفع الكفاءة، سواء في إدارة العقود أو تحليل البيانات القانونية. ويستوجب هذا الاستثمار في تطوير المهارات الرقمية، واعتماد أدوات تساعد على إنشاء تقارير تحليلية تدعم اتخاذ القرار. كما يتعين على المحامي الداخلي تجنب التسرع في اقتناء أنظمة غير ضرورية أو غير ملائمة لاحتياجات المؤسسة.

6.إدارة المشاريع:

تمثل إدارة المشاريع عنصرًا حيويًا لنجاح العمل القانوني داخل المؤسسة. ويتطلب هذا فهماً متكاملاً لعناصر الجدولة الزمنية، وضبط الميزانية، وتوزيع الأدوار. يبدأ المشروع باجتماع افتتاحي لتحديد نطاق العمل، تليه مرحلة التخطيط والتنفيذ، مع مراقبة دقيقة للتقدم ومتابعة التغييرات. ويُختتم المشروع بتحليل النتائج والدروس المستفادة لتعزيز الممارسات المستقبلية.

7 . تنظيم الوقت وتعزيز الإنتاجية:

الإدارة الفعالة للوقت تمثل أساس النجاح المهني. ويُستحسن اعتماد أدوات تنظيمية رقمية، إلى جانب تبنّي استراتيجيات مثل الاجتماعات السريعة لتعزيز التشاور دون استهلاك الوقت. كما أن المشاركة في الدورات التدريبية الخاصة بإدارة الوقت تُمكن المحامين من ترتيب أولوياتهم وتقليل الهدر في الجهد والموارد.

8. تطوير المهارات الشخصية:

يتجاوز دور المحامي الداخلي نطاق الكفاءة القانونية، ليشمل مهارات التفاعل الإنساني والقيادة المؤسسية. ويشمل ذلك الاستماع الفعال، والتعامل مع فرق متعددة التخصصات، والقدرة على التفكير الابتكاري تحت الضغط. كما يعد التحلي بروح المبادرة والاحترام لثقافة المؤسسة من عوامل النجاح الأساسية في بيئة العمل الحديثة.

9 التحول إلى شريك استراتيجي:

من الأدوار المتقدمة للمحامي الداخلي أن يتحول إلى شريك استراتيجي، يسهم في صياغة التوجه العام للمؤسسة. ويستلزم ذلك فهمًا عميقًا لأهداف الشركة وطبيعة قطاعها الاقتصادي، مع التعاون الوثيق مع الإدارات الأخرى، مثل المالية والموارد البشرية، لتطوير الرؤى القانونية المتكاملة. ويُعتبر التطوع في المشاريع الاستراتيجية فرصة لتقديم قيمة مضافة حقيقية.

10. التوظيف الذكي لتحليل البيانات:

يمتلك تحليل البيانات القدرة على تعزيز اتخاذ القرار القانوني السليم. ويشمل ذلك إدارة العقود عبر أنظمة رقمية تُمكن من متابعة الالتزام، وتطبيق مؤشرات الأداء لتقييم فعالية القسم القانوني. كما ينبغي على المحامين تطوير مهاراتهم في أدوات التحليل مثل Excel أو غيره من البرمجيات المتخصصة، بهدف دعم تقديم الاستشارات القانونية المبنية على بيانات دقيقة.

يتمحور النجاح المهني للمحامي الداخلي المعاصر حول الدمج المتوازن بين المهارات القانونية التقليدية والكفاءات التجارية الحديثة. ويشمل ذلك الالتزام المستمر بالتعلم، والقدرة على التكيف مع متطلبات المؤسسة، والانخراط في العمل كمستشار استراتيجي. 


توفر الشهادة المهنية للادارات القانونية منهج احترافي، لتمكين العاملين في الادارات القانونية للشركات والمؤسسات من اداء المهام بفعالية وبطرق حديثة انضم للمشاركين الان، للتسجيل اضغط هنا